اباطيل يجب ان تمحى من التاريخ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اباطيل يجب ان تمحى من التاريخ
الحلقة
الثانية
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد
لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
إن
القصص المكذوبة في تاريخ أمتنا لكثيرة كثيرة ، خاصة تاريخ صدر الإسلام ، و بالأخص
عصر الخلافة الراشدة ، و اليوم مع قصة مكذوبة ، منتشرة في كثير من الكتب ، حتى في
المقررات الدراسية كالقصة التي سبقت في الحلقة الأولى ، و قصة اليوم هي عن شريح
القاضي ، و هي كالتالي :-
روى
أبو نعيم – رحمه الله – في الحلية ( 4 / 139 ) ، هذه القصة بسندين أحدهما : أن
علياً رضي الله عنه وجد درعاً له عند يهودي التقطها ، فعرفها – أي علي – فقال :
درعي سقطت عن جمل لي أورق ، فقال اليهودي درعي و في يدي ، ثم قال له اليهودي :
بيني و بينك قاضي المسلمين ، فأتوا شريحاً ، فلما رأى علياً قد أقبل تحرف عن موضعه
، وجلس علي فيه ثم قال علي : لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس ، و لكني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تساووهم في المجلس ، و ألجئوهم إلى
أضيق الطرق ، فإن سبوكم فاضربوهم ، و إن ضربوكم فاقتلوهم . ثم قال شريح : ما تشاء
يا أمير المؤمنين ؟ قال : درعي سقطت عن جمل لي أورق والتقطها هذا اليهودي ، فقال
شريح : ما تقول يا يهودي ؟ قال : درعي و في يدي ، فقال شريح : صدقت ، و الله يا
أمير المؤمنين ، إنها لدرعك ، و لكن لا بد من شاهدين فدعا قنبراً مولاه والحسن بن
علي ، و شهدا أنها لدرعه ، فقال شريح :أما شهادة مولاك فقد أجزناها ، و أما شهادة
ابنك لك فلا نجيزها ، فقال علي : ثكلتك أمك ، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة . قال : اللهم
نعم ، قال : أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة ؟ والله لأوجهنك إلى بانفيا –
ناحية من الكوفة – تقضي بين أهلها أربعين يوماً ، ثم قال لليهودي : خذ الدرع ،
فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين ، فقضى عليه و رضي ، صدقت
و الله يا أمير المؤمنين ، إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطها ، أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فوهبها له علي ، و أجازه بتسعمائة ، و قتل معه
يوم صفين .
أما
السند الثاني : فهي أنه لما توجه علي إلى حرب معاوية افتقد درعاً له ، فلما انقضت
الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق ، فقال له علي : يا
يهودي ، هذه الدرع درعي ، لم أبع ولم أهب ، فقال اليهودي : درعي و في يدي ، فقال
علي : نصير إلى القاضي ، فتقدما إلى شريح ، فجلس علي إلى جانب شريح ، و جلس
اليهودي بين يديه فقال علي : لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس ، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : صغروا بهم كما صغر الله بهم . فقال شريح : قل يا
أمير المؤمنين ، فقال : نعم ، إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي ، و لم أبع و
لم أهب ، فقال شريح : ما تقول يا يهودي ؟ فقال : درعي و في يدي فقال شريح : يا
أمير المؤمنين بينه ، قال : نعم ، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي ، قال : شهادة
الابن لا تجوز للأب ، فقال : رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . فقال اليهودي :
أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه ، وقاضيه قضى عليه ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمداً رسول الله ، و أن الدرع درعك ، كنت راكباً على جملك الأورق ، و أنت متوجه
إلى صفين ، فوقعت منك ليلاً فأخذتها ، و خرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان فقتل
.
هذه
القصة قرأتها في سبل السلام للصنعاني ، في كتاب القضاء باب تسوية القاضي بين
الخصوم في المجلس ، عازياً لها إلى الحلية ، وأعجبت بها ، وكنت آنذاك لا أميز بين
الصحيح والموضوع ، و قد ارتسمت في ذهني لما اشتملت عليه من العدل والإنصاف من أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه ؛ و قاضيه شريح بن الحارث الكندي رحمه الله ، و بعد زمن
طويل طالعت في كتاب الأباطيل للجوزقاني ، فإذا هو يذكر القصة في الأباطيل ، ولما
رأيت الناس معجبين بهذه القصة كما أعجبت بها ، فذاك يلقيها في محاضرته ، و آخر
ينشرها في مجلته ، و ثالث يذكرها في كتابه – صور من حياة التابعين – والقصة لا تصح
، رأيت أن أذكر ما قال أهل العلم في هذه القصة .
قلت
: ذكر القصة الذهبي في الميزان (1/585) في ترجمة أبي سُمير حكيم بن خِذام . و ذكر
الحافظ الذهبي أن أبا حاتم قال : إنه متروك الحديث ، و قال البخاري منكر الحديث
يرى القدر .. فعلم بذلك أن القصة ضعيفة جداً من طريق سمير هذا .
والجوزقاني
رحمه الله ذكرها في الأباطيل ( 2 / 197 ) و قال : ( ص 198 ) : هذا حديث باطل تفرد
به أبو سمير ، و هو منكر الحديث إلى آخر ما ذكره .
و
أورد هذه القصة أيضاً محمد بن خلف الملقب بوكيع في كتابه ( أخبار القضاة ) (2/194)
بسند آخر مظلم .
و
ذكرها ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 2 / 388 ) من هذا الوجه وقال : لا يصح .
و
أما السند الثاني فسند مظلم لم أجد في كتب الجرح والتعديل إلا ترجمة علي بن عبد
الله بن معاوية و معاوية بن ميسرة ، في الجرح و التعديل لابن أبي حاتم .
و
رواها البيهقي في السنن الكبرى (10/136) من وجه آخر من طريق جابر الجعفي عن الشعبي
و ذكر الحديث ، و في إسناده عمر بن شَمِر – انظر ترجمته في الجرح والتعديل (6/239)
و الميزان (3/268) – و انظر ترجمة جابر الجعفي في المجروحين (1/208) و الميزان
(2/379) و الجرح والتعديل (2/497) – ، و هما ضعيفان .
فعلم
أن هذه القصة لا تثبت ، وعدالة الإسلام معلومة من غير هذه القصة الباطلة والحمد
لله .
و
تقبلوا تحيات أخوكم
DARK ANGEL
الثانية
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد
لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
إن
القصص المكذوبة في تاريخ أمتنا لكثيرة كثيرة ، خاصة تاريخ صدر الإسلام ، و بالأخص
عصر الخلافة الراشدة ، و اليوم مع قصة مكذوبة ، منتشرة في كثير من الكتب ، حتى في
المقررات الدراسية كالقصة التي سبقت في الحلقة الأولى ، و قصة اليوم هي عن شريح
القاضي ، و هي كالتالي :-
روى
أبو نعيم – رحمه الله – في الحلية ( 4 / 139 ) ، هذه القصة بسندين أحدهما : أن
علياً رضي الله عنه وجد درعاً له عند يهودي التقطها ، فعرفها – أي علي – فقال :
درعي سقطت عن جمل لي أورق ، فقال اليهودي درعي و في يدي ، ثم قال له اليهودي :
بيني و بينك قاضي المسلمين ، فأتوا شريحاً ، فلما رأى علياً قد أقبل تحرف عن موضعه
، وجلس علي فيه ثم قال علي : لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس ، و لكني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تساووهم في المجلس ، و ألجئوهم إلى
أضيق الطرق ، فإن سبوكم فاضربوهم ، و إن ضربوكم فاقتلوهم . ثم قال شريح : ما تشاء
يا أمير المؤمنين ؟ قال : درعي سقطت عن جمل لي أورق والتقطها هذا اليهودي ، فقال
شريح : ما تقول يا يهودي ؟ قال : درعي و في يدي ، فقال شريح : صدقت ، و الله يا
أمير المؤمنين ، إنها لدرعك ، و لكن لا بد من شاهدين فدعا قنبراً مولاه والحسن بن
علي ، و شهدا أنها لدرعه ، فقال شريح :أما شهادة مولاك فقد أجزناها ، و أما شهادة
ابنك لك فلا نجيزها ، فقال علي : ثكلتك أمك ، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة . قال : اللهم
نعم ، قال : أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة ؟ والله لأوجهنك إلى بانفيا –
ناحية من الكوفة – تقضي بين أهلها أربعين يوماً ، ثم قال لليهودي : خذ الدرع ،
فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين ، فقضى عليه و رضي ، صدقت
و الله يا أمير المؤمنين ، إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطها ، أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فوهبها له علي ، و أجازه بتسعمائة ، و قتل معه
يوم صفين .
أما
السند الثاني : فهي أنه لما توجه علي إلى حرب معاوية افتقد درعاً له ، فلما انقضت
الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق ، فقال له علي : يا
يهودي ، هذه الدرع درعي ، لم أبع ولم أهب ، فقال اليهودي : درعي و في يدي ، فقال
علي : نصير إلى القاضي ، فتقدما إلى شريح ، فجلس علي إلى جانب شريح ، و جلس
اليهودي بين يديه فقال علي : لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس ، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : صغروا بهم كما صغر الله بهم . فقال شريح : قل يا
أمير المؤمنين ، فقال : نعم ، إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي ، و لم أبع و
لم أهب ، فقال شريح : ما تقول يا يهودي ؟ فقال : درعي و في يدي فقال شريح : يا
أمير المؤمنين بينه ، قال : نعم ، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي ، قال : شهادة
الابن لا تجوز للأب ، فقال : رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . فقال اليهودي :
أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه ، وقاضيه قضى عليه ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمداً رسول الله ، و أن الدرع درعك ، كنت راكباً على جملك الأورق ، و أنت متوجه
إلى صفين ، فوقعت منك ليلاً فأخذتها ، و خرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان فقتل
.
هذه
القصة قرأتها في سبل السلام للصنعاني ، في كتاب القضاء باب تسوية القاضي بين
الخصوم في المجلس ، عازياً لها إلى الحلية ، وأعجبت بها ، وكنت آنذاك لا أميز بين
الصحيح والموضوع ، و قد ارتسمت في ذهني لما اشتملت عليه من العدل والإنصاف من أمير
المؤمنين علي رضي الله عنه ؛ و قاضيه شريح بن الحارث الكندي رحمه الله ، و بعد زمن
طويل طالعت في كتاب الأباطيل للجوزقاني ، فإذا هو يذكر القصة في الأباطيل ، ولما
رأيت الناس معجبين بهذه القصة كما أعجبت بها ، فذاك يلقيها في محاضرته ، و آخر
ينشرها في مجلته ، و ثالث يذكرها في كتابه – صور من حياة التابعين – والقصة لا تصح
، رأيت أن أذكر ما قال أهل العلم في هذه القصة .
قلت
: ذكر القصة الذهبي في الميزان (1/585) في ترجمة أبي سُمير حكيم بن خِذام . و ذكر
الحافظ الذهبي أن أبا حاتم قال : إنه متروك الحديث ، و قال البخاري منكر الحديث
يرى القدر .. فعلم بذلك أن القصة ضعيفة جداً من طريق سمير هذا .
والجوزقاني
رحمه الله ذكرها في الأباطيل ( 2 / 197 ) و قال : ( ص 198 ) : هذا حديث باطل تفرد
به أبو سمير ، و هو منكر الحديث إلى آخر ما ذكره .
و
أورد هذه القصة أيضاً محمد بن خلف الملقب بوكيع في كتابه ( أخبار القضاة ) (2/194)
بسند آخر مظلم .
و
ذكرها ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 2 / 388 ) من هذا الوجه وقال : لا يصح .
و
أما السند الثاني فسند مظلم لم أجد في كتب الجرح والتعديل إلا ترجمة علي بن عبد
الله بن معاوية و معاوية بن ميسرة ، في الجرح و التعديل لابن أبي حاتم .
و
رواها البيهقي في السنن الكبرى (10/136) من وجه آخر من طريق جابر الجعفي عن الشعبي
و ذكر الحديث ، و في إسناده عمر بن شَمِر – انظر ترجمته في الجرح والتعديل (6/239)
و الميزان (3/268) – و انظر ترجمة جابر الجعفي في المجروحين (1/208) و الميزان
(2/379) و الجرح والتعديل (2/497) – ، و هما ضعيفان .
فعلم
أن هذه القصة لا تثبت ، وعدالة الإسلام معلومة من غير هذه القصة الباطلة والحمد
لله .
و
تقبلوا تحيات أخوكم
DARK ANGEL
ANGEL- مشرف منتدى الحوار العام&الصور والخلفيات
- عدد الرسائل : 35
العمر : 34
نقاط : 5838
تاريخ التسجيل : 22/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى