أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم
أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
ثم أما بعد :-
إن الأمة الإسلامية قد تتعرض لفترات ضعف ، تؤثر على شخصيتها ، لكن يظل منهجها الرباني
قائماً بالقسط لا يثلمه ظلم غادر ، أو طغيان متجبر ، أو تحريف غال ..
وقد سعى أعداء الإسلام و منذ عصر الرسالة ، للطعن في هذا الدين بشتى الوسائل والطرق
، و بذلوا في ذلك الغالي والنفيس ، لكن الله لم يمكن لهم ، فرد كيدهم ، و قطع
ألسنتهم ، و فضح سرائرهم ..
وإن من أكثر الأمور التي يستغلها الأعداء للدس والطعن في هذا الدين ، هو التاريخ !
نعم هو التاريخ ..
قدتتساءلون كيف ؟ أقول : إن أحداث التاريخ عامة ، والتاريخ الإسلامي خاصة لم يتم
تدوينها إلا في زمن العباسيين ، فالأحداث التي حدثت قبل تلك الفترة اعتمد المؤرخون
في تدوينها على الرواة و هؤلاء الرواة يتفاوتون في درجاتهم ، و عدالتهم ..
خاصةإذا علمنا أن من بين الرواة من تأثر بالفكر الخارجي ، وآخر بالفكر الرافضي ، و
ثالث من تستهويه المناصب .. الخ .
لذافقد وضع أهل الاختصاص قواعد مهمة لقبول تلك الروايات ، تماماً كتلك القواعد التي
وضعت لدراسة الحديث النبوي الشريف ، من دراسة للسند و المتن ، و غيرها .. كذلك
وضعوا شروطاً لقبول تلك الرواية ، شروط تتعلق بالحدث ، و أخرى براوي الحدث .
و بما أن هذا الدس وقع في فترة هي عزيزة على قلوبنا ، ألا و هي الفترة الذهبية كما
يسميها أهل العلم ، لذا فإنه علينا نحن أحفاد الصحابة أن نذب عنهم ما نستطيع ، كل
حسب قدرته ، و كل في موضعه ، و لئن أتى على هذه الأمة خريف أسقط ما عليها من ورق ،
و لم يرى الراءون عليها ما اعتادوا من أطايب الثمر ، و أقبل صبيان التاريخ
يتقافزون على فروعها و يقتطعون منها ، فإن من طبائع الأمور الخاضعة لسنة الله أن
تمد جذورها من جديد ، فتعود مورقة تستظل البشرية بظلها ، و لن يصلح شأن هذه الأمة
إلا بما صلح به أولها .
ومن هذا المنطلق فقد استعنت بالله أن أقوم بهذا الجهد المتواضع ، لعل الله أن ينفع
به ، فأسميته (( أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ )) ، و لعل هذا الاسم ليس غريباً
عن البعض منكم ، فهو عنوان لكتاب من تأليف الدكتور : إبراهيم شعوط ، لكن هذا
الكتاب على الرغم من أن صاحبه أظهر فيه الغيرة على التاريخ الإسلامي ، و أثار
مسائل تحتاج إلى بحث و تمحيص ، إلا أنه وقع في أخطاء كثيرة جعلت من تلك الأخطاء ،
أباطيل تضاف إلى تلك الأخطاء التي دافع عنها . و ليس هنا مجال الحديث عن هذا
الكتاب ، لكن من أراد الاستزادة فيراجع : كتب حذر منها العلماء للشيخ مشهور حسن
سلمان ...
وبعد هذه المقدمة سوف أتناول إن شاء الله في كل حلقة موضوعاً يتم دراسته دراسة
علمية . فهذا
التاريخ نقدمه إلى أمتنا في وقت هي أشد ما تكون حاجة إليه ، فإننا في صراعنا
المعاصر لا نبدأ من فراغ ، و ليس على سطح الأرض اليوم ، لا في أمريكا و لا في
أوروبا و لا في روسيا ، و لا في غيرها أمة لها ما للمسلمين من جذور عميقة في
التاريخ ، و في الأصول الحضارية ، و لا في منهج الحياة ، فهي كشجرة طيبة أصلها
ثابت و فرعها في السماء .
موضوع اليوم
قصة مكذوبة على رسو الله صلى الله عليه وسلم ، و ملخصها هو : (( أنه جيء
بسبي للرسول صلى الله عليه و سلم ، و كان من بين هذا السبي سفّانة بنت حاتم الطائي
... فاستعطفت سفانة النبي صلى الله عليه و سلم بقولها : ( يا محمد هلك الوالد ، و
غاب الوافد ، فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإن أبي كان سيد
قومه ، يفك العاني ، و يقتل الجاني ، و يحفظ الجار ، و يحمي الذمار ، ويفرج عن
المكروب ، و يطعم الطعام ، و يفشي السلام ، و يحمل الكل ، و يعين على نوائب الدهر
و ما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً ، أنا بنت حاتم الطائي ) . فقال النبي صلى الله
عليه و سلم : يا جارية هذه صفات المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه
، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق )) .
علة هذه الحادثة و كونها باطلة :-
نهذا النص مكذوب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بل فيه عبارات مستهجنة من وصف
الراوي – و هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه – لجسم هذه الفتاة ، و عينيها ، و
فخذيها ، وقامتها و ساقيها ، و .. ..!!!
إنهذا النص بلا شك من وضع أحد الوضاعين و هو : ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان ، فإنه
كما قال يحيى بن معين : كذابان بالكوفة : هذا و أبو نعيم النخعي . أنظر الميزان .
وفي الإسناد أيضاً : أبو حمزة الثمالي ، و هو متروك ليس بثقة . الميزان .
وفي الإسناد محمد بن السائب الكلبي ، و الواقدي ، و قد عرف حالهما و ليس هناك داع
لذكرها .
وللقصة طريق آخر ، لكن فيه سليمان بن الربيع النهدي ، و قد تركه الدارقطني ، و قال
مرة : ضعيف . الميزان .
وأقل أحوال هذه القصة أنها ضعيفة جداً ، مع الحكم بوضعها غير بعيد ؛ لأن علامات
الكذب عليه واضحة ! و للأسف فإن هذه الحادثة من الدروس المقررة على طلاب المرحلة
الابتدائية في مادة اللغة العربية ..
ولمن أراد التأكد و البحث بنفسه عن مكان هذه القصة فعليه بالمصادر التالية :-
1-دلائل النبوة للبيهقي (5/341) .
2-تاريخ دمشق لابن عساكر – تراجم النساء – ( ص 151-152 ) .
3-– تاريخ دمشق ( 69/ 193 ، 197-(198
DARKANGEL
ANGEL- مشرف منتدى الحوار العام&الصور والخلفيات
- عدد الرسائل : 35
العمر : 34
نقاط : 5841
تاريخ التسجيل : 22/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى